منتدى البابا كيرلس السادس لخدمة القرى بأخميم وسوهاج
اهلا ًوسهلا بك عزيزي الزائر في منتدي البابا كيرلس نتمني ان تكون سعيد وانت بداخل المنتدي ، اذا كانت اول زيارة لك للمنتدي فا قم بالضغط علي تسجيل لتحصل علي عضوية المنتدي لتتمتع بكافة المزايا وتكون عضو في اسرة المنتدي ، واذا كنت عضو بالمنتدي فا قم بالضغط علي دخول لتسجيل دخولك بعضويتك بالمنتدي .
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 0002pmz
منتدى البابا كيرلس السادس لخدمة القرى بأخميم وسوهاج
اهلا ًوسهلا بك عزيزي الزائر في منتدي البابا كيرلس نتمني ان تكون سعيد وانت بداخل المنتدي ، اذا كانت اول زيارة لك للمنتدي فا قم بالضغط علي تسجيل لتحصل علي عضوية المنتدي لتتمتع بكافة المزايا وتكون عضو في اسرة المنتدي ، واذا كنت عضو بالمنتدي فا قم بالضغط علي دخول لتسجيل دخولك بعضويتك بالمنتدي .
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 0002pmz
منتدى البابا كيرلس السادس لخدمة القرى بأخميم وسوهاج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس السادس لخدمة القرى بأخميم وسوهاج

منتدى البابا كيرلس السادس لخدمة القرى بأخميم وسوهاج
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» الحكومة تبدأ في إعادة المصروفات المدرسية لمن سدادوها
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 17, 2013 9:09 pm من طرف Admin

» فائدة الصلاه بالمزامير
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 07, 2013 4:46 pm من طرف Admin

» هل الصلاه تغير فكر الله
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 07, 2013 4:13 pm من طرف Admin

» لماذا نأكل بلح في عيد النيروز
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 07, 2013 4:00 pm من طرف Admin

»  اعلان عن طلب مشرفين للمنتدي
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 14, 2013 9:57 pm من طرف Admin

»  ما هو الاشراف وما هي واجبات المشرف ما هي صلاحيات المشرف ؟
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 14, 2013 9:53 pm من طرف Admin

» معجزة النبي موسى في كوريا
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين يوليو 29, 2013 8:56 pm من طرف Admin

»  افتراضي شاهد ماذا قال المسلماني عن ما سيعرضوا علي النور و الاخوان ...!
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين يوليو 15, 2013 8:12 pm من طرف Admin

»  افتراضي مفاجأة من مصدر عن ما حدث امام الحرس الجمهوري...!
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين يوليو 15, 2013 8:08 pm من طرف Admin

»  النائب العام يأمر بضبط وإحضار العريان والبلتاجي و7 قيادات إخوانية
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين يوليو 15, 2013 8:05 pm من طرف Admin

» القمص "عبد المسيح" يكشف حقيقة ظهور السيدة العذراء بإعتصام رابعة العدوية
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين يوليو 15, 2013 7:53 pm من طرف Admin

» هل كل فكر خاطئ يأتينا، يعتبر خطية؟
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين يوليو 15, 2013 7:41 pm من طرف Admin

» القانون الروحى
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين يوليو 15, 2013 7:36 pm من طرف Admin

» القديس الأنبا كاراس السائح
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد يوليو 14, 2013 10:48 pm من طرف Admin

» تحذير من الجيش
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 12, 2013 10:37 pm من طرف Admin

» أمريكا تطالب بالإفراج عن مرسى وتتجاهل معتقلى جوانتانامو
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 12, 2013 10:32 pm من طرف Admin

» تهنئه بمناسبة عيد الرسل
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس يوليو 11, 2013 4:53 pm من طرف Admin

» شاهد ماذ يقول الانبا باخوميوس للبابا تواضروس
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 10:44 pm من طرف Admin

» عمرو أديب : مخيمات الفلسطنيين في سيناء توطين أم لجوء ؟
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 10:30 pm من طرف Admin

» بدء جولة جديدة من المفاوضات مع الكنيسة والقوى المدنية لحل أزمة انسحابهم من "التأسيسية".. عصام العريان: الانسحابات ستنتهى إلى لا شىء
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 10:23 pm من طرف Admin

»  شوف «نتنياهو» اشترط ايه لوقف الغارات على «غزة».. ومصر ترفض
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 10:18 pm من طرف Admin

»  «موسى»: انسحاب القوى المدنية «نهائي» ويُفقد الدستور مصداقيته
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 10:13 pm من طرف Admin

»  الجيش يبنى مخيمات للفلسطينين في سيناء
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 10:10 pm من طرف Admin

»  أيمن بهجت في رسالة لأسرة مرسي: أقنِعوه بالتنازل عن منصب رئيس الجمهورية
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 10:06 pm من طرف Admin

» هااااااااااااااااااااااااااااام...............الساده الاعضاء تفضلوا بالدخول للاهميه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 2:32 am من طرف Admin

» اكيد هترتاح لو قريت الاقوال دى .....جرب صدقني مش حتخسر حاجه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 1:59 am من طرف في قلب يسوع

» كلــمــه بأذن كــل خــادم
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 1:45 am من طرف في قلب يسوع

»  اتصالات بين الكنيسة و«الداخلية» لتأمين انتخابات البطريرك
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 27, 2012 5:14 am من طرف في قلب يسوع

» عاجل القبض على راقية زعيمة التشكيل العصابي المتخصص في الاستيلاء على منازل الأقباط ببني سويف
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 27, 2012 5:11 am من طرف في قلب يسوع

» في حوار مع الأنبا رافائيل يقول: لا اريد ان اكون بطريركا
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 27, 2012 5:08 am من طرف في قلب يسوع

»  استطلاع للرأي عن المرشحين للكرسي البابوي بالكنائس
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 27, 2012 5:01 am من طرف في قلب يسوع

» استجابة الكنيسة للمجتمع المدني بمتابعة الانتخابات
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 27, 2012 4:58 am من طرف في قلب يسوع

» ملف كامل عن اهم الاختلافات بين الطوائف
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 22, 2012 1:13 am من طرف في قلب يسوع

» نصايح مهمه جدااااااااااااااا لكل بيت بجد اكيد حتستفيدي منيها
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 04, 2012 12:31 am من طرف في قلب يسوع

» هل كل فكر شرير يجول بذهني يحسب خطية ؟ كيف تأتى هذه الأفكار الشريرة ، وكيف أمنع مجيئها ؟
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 04, 2012 12:11 am من طرف في قلب يسوع

» من انا ؟ ولماذا جئت ؟ ولماذا أعيش ؟ ولماذا أموت ؟
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 04, 2012 12:03 am من طرف في قلب يسوع

» ***الخجل اسبابه وخطوات التخلص منه***
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 03, 2012 11:48 pm من طرف في قلب يسوع

» كل قديس وليه تخصصه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 20, 2012 2:48 am من طرف في قلب يسوع

» كل وجه وله تسريحه ملائمه له....... تعالي اعرفي معنا ايه اللي يلائم وجهك
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 20, 2012 2:30 am من طرف في قلب يسوع

» ما هو الحب
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأحد سبتمبر 16, 2012 12:01 am من طرف في قلب يسوع

» موسعه كامله عن البهارات واستعملاتها
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 15, 2012 11:55 pm من طرف في قلب يسوع

» نصائح لتتخلص من التردد
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 15, 2012 11:49 pm من طرف في قلب يسوع

» ترحيب بكل الزوار والاعضاء
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 15, 2012 11:21 pm من طرف Admin

» تقاليد التحية الكشفية
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 15, 2012 10:49 pm من طرف Admin

» الكشافه والخدمه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 13, 2012 11:49 pm من طرف بنت الفادى

» ترنيمة النيروز ذكرى الشهداء
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2012 10:31 pm من طرف بنت الفادى

» صرخـــات أم
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2012 7:06 pm من طرف بنت الفادى

»  قد تمادينا
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2012 6:40 pm من طرف بنت الفادى

» حزر فزر وقول الحل
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 06, 2012 6:13 pm من طرف بنت الفادى

» من كتاب معجزات البابا كيرلس السادس جـ 8وصدق ولابد ان تصدق
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2012 11:35 pm من طرف Admin

» فضائل السيدة العدراء مريم
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2012 11:08 pm من طرف Admin

» ترنيمه للبابا جديده دا مش وداع روعه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2012 10:36 pm من طرف بنت الفادى

» البابا شنودة الثالث2
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:43 am من طرف ابن ملك الملوك

» البابا شنودة
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:41 am من طرف ابن ملك الملوك

» البابا شنودة الثالث
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:38 am من طرف ابن ملك الملوك

» تمجيد العذراء - السلام لك يا مريم يا ام الله القدوس
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:34 am من طرف ابن ملك الملوك

» تسبحة شهر كيهك مع رهبان الدير الابيض بسوهاج 22/12/2009جـ2
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:33 am من طرف ابن ملك الملوك

» تسبحة شهر كيهك مع رهبان الدير الابيض بسوهاج 22/12/2009جـ1
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:32 am من طرف ابن ملك الملوك

» راحت خلاص الضحكه الحلوه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:29 am من طرف ابن ملك الملوك

» أول ترنيمة للبابا شنودة بعد انتقال لهايدى منتصر بعنوان اشتقنا ليك
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:28 am من طرف ابن ملك الملوك

»  قداسة البابا كيرلس السادس
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:25 am من طرف ابن ملك الملوك

» قداس عيد القيامة 2012 من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:23 am من طرف ابن ملك الملوك

» قداس عيد القيامة المجيد لعام 2011 لقداسة البابا شنودة
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 3:19 am من طرف ابن ملك الملوك

» انفراد .. ننشر تفاصيل المشادة التي أطاحت بـ " المشير " و" عنان "
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 13, 2012 9:49 pm من طرف في قلب يسوع

» السيدة العذراء في طقس الكنيسة.الأنبا رافائيل
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 13, 2012 9:43 pm من طرف في قلب يسوع

» ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 13, 2012 9:37 pm من طرف في قلب يسوع

» ملف كامل عن شخصيات باسم مريم بالكتاب المقدس ج1
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 13, 2012 9:30 pm من طرف في قلب يسوع

» اقوال الاباء عن والده الاله
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 13, 2012 9:22 pm من طرف في قلب يسوع

» عبادة مريم
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 13, 2012 9:16 pm من طرف في قلب يسوع

» عاجل النيابة تستدعي كاهن مارجرجس
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 10, 2012 10:27 pm من طرف في قلب يسوع

» مصر تطالب حماس بتسليمها قائد جيش الإسلام شاهد من هو ...؟؟؟
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 10, 2012 10:19 pm من طرف في قلب يسوع

» أسرار الاطاحة به..القرار اتخذه المشير ووقعه مرسى ..العسكرى غضب من تصريحاته فرد موافي:"أمال هشيلها لوحدى "
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 10, 2012 10:05 pm من طرف في قلب يسوع

» كيف تتعامل مع الشخصيات الاخرى
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 10, 2012 9:57 pm من طرف في قلب يسوع

» كلمات اصلها قبطى و لا نعلمها واكتر كلمات بنستعملها
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 11:36 pm من طرف في قلب يسوع

» هل الإنسان مخير أم مسير ؟: لماذا خلق الله الإنسان ؟ البابا يجيب عليك
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 6:31 pm من طرف في قلب يسوع

» روحانيه الصلاه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 6:23 pm من طرف في قلب يسوع

» محبه الخدمه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 5:50 pm من طرف في قلب يسوع

» الاعياد الكنسيه
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 5:46 pm من طرف في قلب يسوع

» ماذا تعرف عن الصوم
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 5:39 pm من طرف في قلب يسوع

» تحذر هام للخدام والخادمات
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 3:12 am من طرف ابن ملك الملوك

» كيف تحكى قصص الشهداء لطفل ابتدائي وحضانة
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 3:08 am من طرف ابن ملك الملوك

» طرق لمعالجة الغضب الخاطئ
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 3:07 am من طرف في قلب يسوع

» كلمة عن البابا كيرلس وسيرتة العطرة
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:59 am من طرف ابن ملك الملوك

» من هو المعاق و ماهي احتياجاته
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:58 am من طرف في قلب يسوع

» ***أسس اختيار الأجهزة المنزلية***الاوفر والاجود
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:53 am من طرف في قلب يسوع

» ربنــــا بيقــــولك
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:49 am من طرف في قلب يسوع

» نقطة زيت مارمينا و البابا كيرلس تحصل على درجة الدكتوراة فى الهندسة
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:45 am من طرف في قلب يسوع

»  القديس العظيم القوي الأنبا موسى الأسود
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:39 am من طرف في قلب يسوع

» الانتخابات البابوية
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:32 am من طرف ابن ملك الملوك

» هام جدا من الابنا باخوميوس وصلاة الجنازة
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:27 am من طرف ابن ملك الملوك

» هام جدا من الابنا باخوميوس وصلاة الجنازة
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:27 am من طرف ابن ملك الملوك

» عاجل جدا لجنة مصالحة دهشوور
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 2:23 am من طرف ابن ملك الملوك

» تادرس الشاطبي
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 1:53 am من طرف ابن ملك الملوك

» الامير تادرس الشاطبي
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 1:51 am من طرف ابن ملك الملوك

» الامير تادرس الشاطبي
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 1:51 am من طرف ابن ملك الملوك

» قصة حيات الانباء صرابامون ابو طرحة
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 1:43 am من طرف ابن ملك الملوك

» قصة حياة البابا كيرلس
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 1:36 am من طرف ابن ملك الملوك

» ام النور تنقذ ديرها من التفجير
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 1:33 am من طرف في قلب يسوع

» ظهـورعجيب ومذهل للعـــذراء
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 1:29 am من طرف في قلب يسوع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
في قلب يسوع




عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 23/07/2012

ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Empty
مُساهمةموضوع: ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2   ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 13, 2012 9:37 pm

مريم من بيت عنيا



إن كانت مريم أم ربنا مباركة بين النساء وقد اختيرت كإناء لتقديم المسيح إلى العالم، فإن مريم من بيت عنيا غالباً ما شغلت مكاناً مفضلاً مساوياً لها. وقد كانت واحدة من هذا البيت المعروف جيداً الذي يضم ثلاثة أفراد، والذي قيل عنه "وكان يسوع يحب مرثا وأختها مريم ولعازر". وأحياناً ما كان الرب يخلد إلى الاعتزال والراحة ويطلب شيئاً من الإنعاش لنفسه وسط هؤلاء التلاميذ المحبوبين لديه. إنهم أحبوه لأنهم أحبهم أولاً وكانت عواطفهم في عفويتها وتكريسها تبهج قلبه وسط الظلمة العميقة لرفضه. وبين هؤلاء الثلاثة كانت مريم وهي أكثرهم مقدرة للتجاوب مع فكره كما كانت لها شركة مع أفكاره. وهذا بالتأكيد صحيح من جهتها إذا قورنت مع مرثا. وليس من شك أن يقال أنها تفوقت على لعازر في عينها البسيطة وفي تكريسها للرب، ومع أن ما قيل عنه كان قليلاً. ولكن سواء مريم أو مرثا أو لعازر فالكل بالنعمة، وفي فشل مرثا وفي تفوق مريم إنما تقدم لنا دروساً ثمينة ليتعلم شعب الله ويتحذر وينقاد في كل العصور. وإن كنا بصفة خاصة نسجل هذه التأملات عن مريم، غير أنها بالضرورة مرتبطة بأختها وبأخيها، حتى يكون هناك التقدير الصحيح لهذه الشخصية الروحية المتميزة. إنها ذُكرت بالاسم فقط في (لوقا 10 و يوحنا 11 و 12). أما متى ومرقس فيحفظان كلاهما رواية دهن الرب بالطيب الكثير الثمن في ليلة اعتقاله وموته.

في لوقا 10 نلاحظ مريم التي تميز بأسلوب بسيط جداً. وللحال بعدما يرد مثل السامري الصالح نقرأ: "وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها وكانت لهذه أخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه" (ع 38 و 39). وقبل أن ندخل إلى معنى هذا الاتجاه عند مريم، هناك كلمة تقال بالارتباط بهذه الرواية. فإن السامري الصالح ضمد جراح الرجل الذي وجده بين حي وميت وصب عليه الزيت والخمر وأركبه على دابته وأتى به إلى فندق وقدم له كل ما هو ضروري له حتى يعود. ونتعلم الآن من مشغولية مريم ما هي الخدمة الساهرة للنفس المخلصة في الفترة الفاصلة الآن (قبل مجيئه) فإن سماع كلمة يسوع هي بالحق النصيب الصالح الذي لن ينزع.

ونجد التباين واضحاً للطريقة التي تتعامل بها الأختان. فمرثا قبلت يسوع في بيتها "وكانت لهذه أخت (أيضاً) تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه". وفي كلمة "أيضاً" نجد التباين. فمرثا كانت هي الأخت الكبرى، وقيل أنه "بيتها". ولا يمكننا أن نشك لحظة في كون مريم ربطت نفسها بمرثا من جهة قبولها للرب. فإن كان الأمر كذلك فإن كلمة "أيضاً" نجد قوتها والتي تعني ليس أن مريم قبلته فحسب بل أنها جلست كذلك عند قدمي يسوع تسمع كلامه. هنا نرى نعين من النفوس – الذين قبلوا الرب كالمخلص وهم يخدمون الرب بالطريقة التي يظنون أنها الأحسن. ونوع آخر وهم الذين بعدما قبلوه يصرون برغبة قلوبهم أن يتعلموا فكرة وأن يندمجوا معه مثل داود فكانت رغبته أن ينظر إلى جمال الرب ويتفرس في هيكله ولذل فإنهم يستمتعون بالرب وهو أيضاً يمنحهم أشواق قلوبهم. إنه شيء مفيد لنا إن كنا نجتهد في توضيح عمل مريم الذي يوصف هنا.

فأولاً جلست عند قدمي يسوع. والكلمة التي تحمل لنا هذا المعنى قوية – ويبدو أنها ترينا عادتها عندما تتوفر لها الفرصة. ويلفت انتباهنا قبل كل شيء جلوسها. وقيل عن كانت به الشياطين بعدما خرجت أن وجده الناس جالساً عند قدمي يسوع ولابساً وعاقلاً. ولذلك نرى في اتجاهها هذا ما يدل على أن حيرة نفسها قد استقرت – وبلغة التفسير المسيحي أنه صار لها سلام مع الله بربنا يسوع المسيح وأنها تحررت من قوة الشيطان ومن كل ما يعمله الشيطان ليجعل النفوس في حالة العبودية. ولذلك فإذا فرغت من نفسها بالحرية التي نالتها بواسطة قوة الروح القدس فإنها تحررت من كل شيء لتنشغل بالرب وحده. إننا لا ندعي أن مريم قد دخلت إلى التمتع بهذه البركات بمعناها المسيحي الكامل ولكن كان لها المسيح نفسه وبالتالي كان لها كل شيء. ولذلك كان قلبها مستريحاً وكان لها شبع فائض، والذي كانت تجلس عند قدميه كان لها كل شيء. وأمكن لها أن تقول بقلب فائض "أنا لحبيبي واشتياقه إليّ".

شيء آخر كان اتجاهها يتضمنه فالجلوس عند قدميه يعلن أنها صارت تلميذة له. ولذلك إذ يتحدث بولس إلى اليهود في أورشليم مذكراً إياهم بأنه تربى ي هذه المدينة "مؤدباً عند رجلي عمالائيل بحسب تحقيق الناموس الأبوي" (أعمال 22). وكما قلنا قبلاً ليس جميع المؤمنين صاروا تلاميذ وعلينا هنا أن نعرف مركز مريم جيداً. إنها تضيف لنا معنى إذا فضلنا قراءة الكثيرين للنص "عند قدمي الرب". ومن الملاحظ أن روح الله يلفت انتباهنا في هذه الرواية إلى مطالب يسوع كرب، إذ يعطينا مثالاً بها إذ كانت كل نفسها تعترف به، وإذ جلست عند قدميه اعترفت به بهذا اللقب المتفوق والمطلق. إنها لحظة مباركة لأي نفس متى وصلت إلى هذه النقطة، عندما يجلس على عرش القلب ويسود. وعندما تصبح إرادته هي الناموس الوحيد لحياتنا اليومية إذ نفهم كلمته: "من يحبني يحفظ كلمتي".

ولكن مريم كانت جالسة عند قدمي الرب تسمع كلامه. هذا هو الشيء الوحيد الذي سر الرب به وكان قد صرخ مرة تلو الأخرى "من له أذن للسمع فليسمع" (انظر أيضاً رؤيا 2 و 3). وهو قد وجد تلك التي نالت نعمة الأذن السامعة والتي أعد قلبها للشركة الإلهية التي أعدها. قال في حديثه لتلاميذه "لا أعود أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يفعل سيده ولكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يوحنا 15: 15). وهذا سيساعدنا في فهم طبيعة أقواله لمريم. وكم كان سرور الرب بأن يمنح هذه الأشياء السماوية لمن كانت النعمة قد أعدتها لتتعلم، بين قلوب غليظة وآذان ثقيلة السمع وعيون لا ترى كانت تحيط به من كل جانب. ولكن كم كان منعشاً لنفسه بما لا ينطق به لقاؤه مع هذه النفس التواقة لتسمع كلامه! وكم كانت من جانبها تتجاوب في خوف مقدس وفرح وهي تصغي متكلماً إليها عن أموره وأمور أبيه. فالآب الذي أرسله أعطاه وصية فبماذا يقول وبماذا يتكلم (يوحنا 12: 49). إنه امتياز لا يوصف لمريم أن تصغي إلى الرسالة التي سلمها الآب إلى ابنه (قارن أشعياء1: 4).

وفضلاً عن ذلك فإن الكلمة التي تكلم بها كانت إعلاناً عن نفسه، فعندما قال اليهود "من أنت؟" أجاب أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به، وهذا معناه أن كلماته تُعبر عن نفسه تماماً. ولكن علينا أن نتذكر أن الآب أعلن فيه وبواسطته، بكلماته وبأعماله. كما قال لفيلبس الذي رآني فقد رأى الآب. ونحن لا نفترض بأن مريم فهمت كل هذا لأن الروح لم يكن قد أُعطِي بعد لأن يسوع لم يكون قد مجد بعد. وعلى كل فإننا الآن نكون أكثر إدراكاً لما تتضمنه الأقوال التي كان يتكلم بها، وكم كانت البركة غنية لمريم إذ سمح لها أن تجلس عند قدمي الرب ونحن أنفسنا نتشجع حسناً في إتباع المثال الذي اتخذته. فإذا فعلنا ذلك فإننا سنسر قلبه ونجد أنفسنا في مكان البركة التي لا ينطق بها ولا يسبر غورها. لقد تبرهن لنا أن هذا هو سر نمو كل روحي والسرور بالرب نفسه وبالأمور السماوية.

وإذا تأملنا للحظة أن ما أحدثته مرثا من اضطراب فإنما سيعزز تقديرنا لتقدير الرب لمشغولية مريم به. كانت مرثا مرتبكة في خدمة كثيرة، وخدمة بطريقتها الخاصة، إذ فكرت بالأسلوب الذي يوافق نفسها باعتبارها مُضيّفة لغريب. أرادت أن تعطيه أكثر مما تأخذ منه، أرادت أن تكرمه بحسب أفكارها عن واجبات الضيافة. وبالتالي لم تكن مسرورة بأن مريم لم تساعدها في هذه الخدمة. ولذلك جاءت وقالت "يا رب أما تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي؟ فقل لها أن تعينني". إن الرب كان يحب مرثا كما نعلم، ونحن متأكدين أنها كانت نحب الرب. وما لم تكن عندها هذه المحبة ما أمكنها أن تخاطر للتكلم إليه بهذه الطريقة الحادة بل والمستبدة. تفكر في هذا يا قارئي أن رب الحياة والمجد جلس في هذا البيت بيت عنيا كإنسان غريب، وفي تنازله اللانهائي ونعمته سمح لمرثا أن تتكلم له بهذه الكلمات وأن تتوقع منه أن يجلس صامتاً في الغرفة لكي يرضيها! كلا بل إنه سمح لها أن تعاتبه لأنه ترك مريم عند قدميه. ولكن كم فاضت إجابته بالمحبة اللانهائية والنعمة لكي يفتح عيني مرثا إلى ما يقوله: "مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها".

ونحتاج أن نلفت في هذا المشهد إلى شيء آخر، فكلمات الرب توضح نفسها. فكلمة "أمور كثيرة" تؤخذ في مكانها وفي وقتها فإذا طبقناها على أنفسنا فإنها لا تجعلنا نضطرب أو نهتم ولكن النقطة هنا أن مريم اختارت النصيب الصالح – هذا النصيب هو جلوسها عند قدمي الرب وسماع كلمته. فما نالته في ذلك اليوم كان أبدياً في صفته ولا يمكن أن ينزع منها. وبالنسبة لمرثا فإن بزوغ يوم جديد وما يحمله من مشاغل كثيرة يملأ ذهنها كان يتكرر مع بداية كل يوم. أما مريم كانت تستيقظ وفي داخل نفسها أفكار السماء لأن المسيح يملأ قلبها. وطريق مستقبلها يتلألأ بحضرته وبالتمتع بمحبته وهي تواجه مسؤولياتها اليومية بأفضل صورة وبالأكثر بحسب الله إذ تقبلها من يدي الرب. وباسمه تتمم مسؤولياتها بينما يفيض قلبها بالشكر لله. إن مرثا هي بلا شك صورة لفئة كبيرة من المؤمنين ولكن دعونا ألا ننسى أن الرب وضع ختم المصادقة على النصيب الصالح الذي اختارته مريم وكذلك كل الذين ينهجون خطواتها.



مريم وموت لعازر

(يوحنا 11)

لا نجد في إنجيل لوقا ذكراً آخر لمريم ومرثا، بل في إنجيل يوحنا فقط نتعلم أنه كان لهما أخ وأنه كان واحداً من هذه العائلة ذات الامتياز الهائل في بيت عنيا. ويتضح لنا من عدد 5 حيث قيل "وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر". وفي عدد 1 قيل "وكان إنسان مريضاً وهو لعازر من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها". فنجد أن هؤلاء الثلاثة مرتبطون معاً في عدد 5 باعتبارهم غرضاً لمحبة الرب. ويتبين لنا أن نفهم مجموعون معاً كما نرى في حزن الأختين في مشهد الموت والمحبة المتبادلة بينهم وبذلك نصل إلى النتيجة أن يُكونون عائلة واحدة وبيتاً واحداًَ. ويلاحظ أن التعليم الرمزي لهذا الإصحاح الذي يدور أساساً حول لعازر إنما يشير إلى إسرائيل في يوم قادم كما يعلم دانيال "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون" وهو يشير بذلك إلى القيامة الأدبية للبقية من إسرائيل في مستقبل الأيام، والتي نرى في إصحاحنا هذا أن لعازر رمز له. وإن كنا لا نريد أن ندخل في هذه النقطة لأن موضوع بحثنا أساساً هو مريم أخت لعازر. وما أردنا أن نوضحه مرثا ومريم لعازر مرتبطون معاً في هذه الرواية ولذلك كان من الضروري أن نتأمل مريم في علاقات القربى التي وجدت فيها وكيف ظهرت صفاتها في تلك الظروف التي ألمت بها.

وقبل لأن يتناول الوحي سرد هذه الحادثة، فإن شهرة مريم بحسب فكر الروح ترد في (عدد 2) من الإصحاح "وكانت مريم التي كان لعازر أخوها مريضاً هي التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها". هذا العمل الذي قامت به يشهد للمحبة، وقد قبل الله هذا العمل حتى أن شذاه باق بعد مرور ستين عاماً منها على حدوثه – أمام عرشه. وبعد هذه الجملة المؤثرة ذات الأريج العطري والتي تأتي كجملة اعتراضية، تبدأ الرواية بأن أرسلت الأختان إلى يسوع قائلتين "يا سيد هوذا الذي تحبه مريض". ومن الواضح أنه لم يكن مرضاً عادياً ولكنه حرك قلبي مريم وأختها بهواجس منذرة للموت. ولكنهما لم يكونا بلا مصدر يُعوِّل عليه إذ عرفاه فهو الذي يخرج الشياطين بكلمة ويشفي جميع المرضى وكيفما كانت أشد الخطوب فإنهم يلجؤون إليه. وكان طلبهما تعبيراً عن انحصارهما في الأسى. وهذا ما يحدث غالباً مع شعب الله ومع العائلات إذ ترفع توسلات متحدة مفعمة بأغنى البركات مع استناد تام عليه وهكذا تحفظ هذه الطلبات أمام الله وهم في انتظار ولهفة للاستجابة. وفي الحالة التي أمامنا نجد أن استجابة الصلاة قد تأخرت، وهذا التأخير كان بغرض أن يأتي ببركة أعمق وهذا ما أوضحه الرب عندما قال"هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به" (ع 4). هذه الكلمات تعطينا المفتاح لفهم هذه الجملة لما فيها من سر في عدد 6 "فلما سمع (يسوع) أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين".

ربما نتجاسر فنقول أنه كانت هناك ثلاثة أسباب لإبطاء الرب في استجابته لطلب الأختين: الأولى وتتضمن ما جاء في الكتاب في (ع 4) فهل ذهب الرب ليشفي لعازر؟ كلا إذ أن الله كان يريد شهادة قوية عن شخص ابنه المحبوب بالقيامة ولذلك فإن الرب لم يتدخل حتى مات لعازر. ولذلك عندما دعا الرب لعازر ليخرج من القبر كان يسعى بهذا الأساس لمجد الله، وكان ذلك شهادة علنية أن يسوع هو ابن الله بجهة من قوة روح القداسة بالقيامة من الأموات. والسبب الثاني نجده في المركز الذي اتخذه الرب مع كونه هو الابن الذي كان يشغله في هذا الإنجيل بوجه خاص. فهو لم يتكلم شيئاً أو يعمل أمراً إلا بحسب إرادة أبيه (يوحنا 5: 19، 12: 49، 14: 10). ولذلك بقي في الموضع الذي كان فيه إلى أن جاءته إرادة أبيه بأن يذهب إلى بيت عنيا. ومع أنع كان يحب كثيراً هاتين الأختين المتألمين ولكن لم يكن محكوماً بعواطفه بل بإرادة أبيه التي ظلت دائماً له وفي كل وقت يتجاوب معها وفي هذا ظهر كماله العجيب. السبب الأخير فمما لاشك فيه أن هذا التأخير استخدمه الله لتدريب قلبي الأختين وإعدادهما، كل منهما حسب طاقتهما، لضياء مجد الله (انظر ع 40). اللتين تطلعا بها لقيامة أخيهما. هذه إحدى أسرار طرق الرب مع شعبه. لقد صرخا إليه ولكنه بدا لهما كما لو أنه لم يسمع، والواقع أنه سمع على الرغم من أنه لم يأت بالعون والإجابة في الحال، لأنه يريد في المقام الأول أن يدرب النفس ويستحضرها إلى الحالة التي تتفق مع البركة المزمع أن يمنحها. ولابد أن نعترف جميعنا بكل يقين بأن طريقه كامل، ونحتاج بأن نعرف محبته كذلك، فنستريح فيه بثقة لا تهتز في كل الظروف.

وإذا نعبر الآن على النقطة التعليمية التي أراد الرب أن يعلمها لتلاميذه بالارتباط مع موت لعازر واهتمامه من أجلهم لكي يثبتوا في الإيمان (ع 7 - 16) نأتي بعد ذلك إلى ما نقرأه إذ لما أتى يسوع إلى بيت عنيا وجد أن لعازر له أربعة أيام في القبر. عندما أقام ابنة يايرس كانت لتوها قد ماتت، وأما ابن أرملة نايين فقد كان محمولاً لكي يدفن عندما التقاه الرب ورد الحياة له. أما في حالة لعازر فقد امتلك الموت ضحيته لمدة أربعة أيام وذلك لاستعلان قوة الله بوضوح في قيامته. كما أن هناك عدداً من اليهود الذين أتوا من أورشليم ليعززا مرثا ومريم في أخيهما وكان هؤلاء شهود عيان لقوة يسوع في إقامة الموتى.

ونأتي هنا مرة أخرى إلى ملاحظة تلفت انتباهنا وهي المفارقة بين مرثا ومريم. فحالما سمعت مرثا أن يسوع آتٍ ذهبت ولاقته. أما مريم فاستمرت جالسة في البيت. عن هذه التدريبات التي اجتازت نفسيهما فيها بينما كانت في انتظار لإجابة الرب لطلبيهما، لا يمكن أن نصف هذه التدريبات في كلمات، بل يمكننا أن نميز بكل يقين نتائجها في المسالك المتباينة لكلتيهما. ففما لاشك فيه أن مرثا قد جربت مثل مريم وقد استخدمت كل منهما ذات الكلمات (ع 21 و 32) وعندما تواجها في حضرة الرب كشفا عن حيرتهما لتأخير الرب وتكلما معاً في هذه النقطة وقد أظهر كل خضوع ممزوج بالحيرة والحزن أما مرثا إلى الغاية المباركة من التجربة فلم تزل تصف بالتسرع بل وأيضاً بقلة الصبر. أما مريم من الجهة الأخرى فقد تعلمت درسها ولذلك أمكنها أن تنتظر بهدوء دعوة ربها. لم يكن حزنها قد عبر لأن روابطها الأرضية الغالية قد كسرت ومن المناسب لها أن تشعر بما حرمت منه، ولكن حزنها يستضيء الآن باليقين التام في الرب، فمن ثم أمكنها أن تجلس هادئة في البيت بينما كانت مرثا بتشوقها المتعجل وغير الصابر قد ذهبت لملاقاته. لا شك أنهما كانتا مختلفتين تماماً في صفاتهما وسيبقى كذلك كل منهما حتى النهاية إناء مختلفاً جد الاختلاف ولكن ليس هذا هو سبب المفارقة في التدريب وهو ما نتحدث عنه الآن بل بالحري لأن مريم كانت قد جلست عند قدمي يسوع تسمع كلامه بينما كانت مرثا مرتبكة بخدمة كثيرة. ولذلك فإن مريم تعلمت أكثر من مرثا قلب ربها.

إن ربنا في نعمته وهو يتعامل مع مرثا لا يمكنه أن يتجاهل حالتها. كانت مرثا قد ذهبت ولاقته ومن الواضح أنها لم تتوقف لحظة للتفكير فيما يجب أن تقوله ولكنها أظهرت اندفاعها وعدم صبرها وبكلمات الملامة التي لم تستطيع أن تخفيها قالت: "يا سيد لو كنت هاهنا لم يمت أخي". من جهة كان هذا صحيحاً فالموت لا يمكنه أن يسيطر على ضحيته في حضرة ربنا المبارك، ولكن نلاحظ من جهة أخرى أن شفتي مرثا نطقت بأقوال صحيحة ولكنها كانت تعبيراً عن شواها بأن الرب لم يحضر لديهم قبل موت أخيها. هذا بالإضافة إلى أن تعبيرها يدلل بوضوح على حالة نفسها إذ تجاسرت في قولها وهي تجهل حقيقة صفات الشخص الذي تتكلم إليه كما نرى تفكيرها من نحو الرب بما سيفعله "لكني الآن أيضاً أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه". كان لديها إيمان بأن الرب يمتلك قوة من الله كنبي كما كان أليشع قبلاً. ومن الواضح أنه لم يكن لديها إدراك بأنها تقف أمام ابن الله على الرغم من أنها قبلته كمسيح الله.وكم من لطف يُظهره الرب في تعاملها مع إيمانها الضعيف والناقص وكم من شفقة إذ يتنازل ويحدودب إلى حالتها هذه التي وجدها فيها ليقودها إلى الحق المختص بشخصه إذ فيه القيامة والحياة فيقول لها "سيقوم أخوك"، فأجابت مرثا "أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير". فقد كانت مرثا تؤمن مثل أي يهودي تقي بأنه "في اليوم الأخير" ستكون قيامة للأبرار. ويعلن الرب لها ومن خلالها إلى كل شعبه "أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد". ويا له من إعلان مبارك عن قرب زوال قضاء الموت الواقع على شعبه وكذلك الحياة بقيامته – ذاك الذي سيحمل الدينونة، وهو كالقائم سيهب الحياة لكل المؤمنين. ثم يقول لمرثا كلمة أخرى "أتؤمنين بهذا؟" أجابت "نعم يا سيد. أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم" هذا هو المسيا كما جاء في تعليم مزمور 2.

وإذا نطقت مرثا باعتراف الإيمان الحقيقي هذا مع أنها قد فشلت إلى حد بعيد في إدراك الشهادة التي سمعتها، وإذا شعرت أنها لم تفهم كلمات الرب وأن مريم أختها يمكنها أن تخل إلى فهم هذه المعاني، "مضت ودعت مريم أختها سراً قائلة المعلم قد حضر وهو يدعوك".ومرة أخرى نجد أمامنا مريم، ولا أحد يشك أنه وإن كانت مرثا لم تتلق دعوة مباشرة بدعوة أختها غير أنه كان لديها فكر الرب في هذا. ونجد الحالة التي كانت عليها مريم في تجاوبها لكلمات مرثا: "أما تلك فلما سمعت قامت سريعاً وجاءت إليه". إنها المحبة التي أجبرتها ودفعتها إلى الطاعة السريعة. كانت قد جلست هادئة في البيت منتظرة أن يدعوها وعندما أتتها دعوته أسرعت متجاوبة معه. إن الانتظار أمام الرب هو المعنى المؤكد لمؤهلات طاعتنا لدعوته. ويا لها من راحة لقلبها المثقل تجدها عند الإتيان إليه. وقبل أن نعطى خصائص هذا الاجتماع، يتوقف روح الله ليرينا ملاحظتين أولاً أن يسوع لم يكن قد جاء إلى القرية بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا، وثانياً أن اليهود الذين كانوا مع مريم في البيت، لما رأوا مريم تقوم عاجلاً وتخرج فإنهم تبعوها قائلين "إنها تذهب إلى القبر لتبكي هناك". كان كل شيء يرتب ترتيباً إلهياً وشهود العيان لقوة يسوع قد أعدهم الله، إذ كان الله قاصداً أن يقيم شهادة فعالة لابنه المحبوب.

ونلاحظ أن الصفة التي تقترب بها مريم إلى سيدها وبأي كلمات مؤثرة تخاطبه: "فمريم لما أتت حيث كان يسوع ورأته خرّت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت هاهنا لم يمت أخي". إن كل كلمة في هذا الوصف له معنى. عندما ذهبت مرثا ولاقت الرب خاطبته في الحال. أما مريم فنجد شيئين قبل أن تعبر عن حزن قلبها. فعندما واجهت مريم حضرته. لما رأته خرّت عند رجليه ونطقت شفتاها بمشاعرها المحبوسة. بل يبدو أن مريم خرت عند رجليه بعدما شخصت في وجهه. كانت تعرف عن سيدها أكثر من أختها وفي محبة متجاوبة وسريعة أمكنها أن تقرأ في وجهه ما لم تستطيع مرثا أن تدركه. فما الذي رأته؟ تعبيرات قلب منحنى تحت الحزن وضاغط على روحه، الحزن بسبب قضاء الموت الذي كان حتى تلك اللحظة واقعاً على كل ما يحيطه وكذلك تعبير مشاركته العميقة مع أولئك الذين أحبهم في ساعة تجربتهم المرة. هل رأت أكثر من ذلك؟ لا نعرف ومن المؤكد أنه كان "سيظهر مجده" (يوحنا 2: 11)، تعلموا كثيراً فكره. ونحن لا نعرف وإن كنا متيقنين أن ما رأته مريم في ذلك الوجه من العطف والحزن والمحبة جعلها تخر عند قدميه. كان هذا اتجاهها ولقد سكبت نفس كلمات مرثا التي غلفتها بمعاني مختلفة تماماً. ولربما في حالتها هذه كانت الحيرة تأخذها ولكن من المؤكد لا نجد في كلماتها الشكوى ولا تتضمن التعبير بل بالحري كان اعتراف قلبها أنه لو كان موجوداً في بيت عنيا ما مات أخاها. لم تقل أكثر من ذلك، فقد كان حزنها عظيماً ولكنها وثقت فيه ثقة مطلقة. آه إنه شيء مبارك أن نكون عند قدمي يسوع في أحزاننا لكي يضيء النور الإلهي على تلك الأحزان ومهما اجتزنا من ألم وضغوط وتجارب فإننا لن نشك في محبته.

وأما من جهة الرب فقد تبع ذلك أمران عجيبان يفوقا إدراكنا ولا بد أن نعيهما – فقد كانت دموع مريم ودموع اليهود الذين أتوا معها، إذ قيل بصراحة "فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب" هذا هو الأمر الأول وبالتأكيد فإنه يُسمح لنا أن نسأل ما الذي حرك الانزعاج من داخل نفس الرب فجعله يضطرب؟ وبدون مجادلة فإن المدلول الحقيقي لقوة هذا التعبير "انزعج" يعني على الأقل كونه "تحرك بعمق" أو "تأوه" أو "أنّ" وهذا بسبب اجتياز روحه لحمل الحزن الثقيل الموضوع على قلب مريم وعلى قلوب المحيطين بها. لقد دخل إلى أحزانهم بواسطة مشاركته لبيتهم فوحد نفسه بتلك الأحزان ووضعها على كتفيه فشعر بحملها الثقيل للغاية إذ كان يدرك إدراكاً كاملاً أسبابها كما كان يقدر صفتها الحقيقية أمام الله – هذا ما انتزع منه الأنين.ولنتذكر أن جوهر هذا الأنين هو الموت – إذ كان الموت حتى ذلك الوقت موضوعاً على قلوب النادبين وعلى المشهد برمته. ولكن الموت هو قضاء الله على الإنسان وبالتالي نقول أن الرب في هذا المشهد كان يتوقع مسبقاً موته على الصليب، ولكنه هنا فقط يأخذ حمل هذا القضاء بعواطفه ومشاركته بينما على الصليب حملها لمجد الله بتتميم الكفارة عن الخطية. كم هو ثمين أن يكون الرب لقلوبنا عندما نجده يظهر هذه المحبة والمشاركة لخاصته في محنتهم وأحزانهم وكما نتعلم من جديد أنه في كل ضيقهم تضايق.

كانت أفكاره وهو مضطرب بالروح تتجه نحو لعازر وهو في القبر، وللتو قال: "أين وضعتموه؟ قالوا له يا سيد تعال وانظر" ونأتي هنا إلى الأمر الثاني الذي نلاحظه بكل احترام: بكى يسوع إننا لا نحتاج لكلمات نؤكد بها اندهاشنا لهذه الجملة الملفتة للنظر. وإذ نلاحظها ونتأمل فيها في حضرة الله فإن قلوبنا تسكب تشكراتها إذ سمح لنا أن نشهد هذا البرهان الثمين لربنا المبارك في مشاركته التي لا توصف. وجميعنا يعرف أن ترتيب الأعداد مجرد أيدي بشرية رتبته ولكن من منا يشك أن روح الله كان قد قاد من وضع هاتين الكلمتين في عدد واحد! إنها تقف وحدها هكذا لتكشف لنا مكاناً في داخل أغوار قلب الرب. إنها مصدر تعزية لكل النائحين في كل العصور. ولا تزال تخدم شعبه بالتعزية والسلوان حتى يمسح الله بنفسه كل دمعة من عيونهم. ونضيف هنا بأن دموعه تعبير عن مشاركته هذه التي نبعت من قلبه ذات المحبة التي لا تدرك ولا تنطفئ.

ويلفت نظرنا أن مريم لا نراها بعد ذلك في هذه الرواية. فبعدما حزن قلبها عند قدمي يسوع تختفي من المشهد. ولكنها كانت هناك ورأت دموعه بلا شك نقرأ "فانزعج يسوع أيضاً في نفسه" ثم "جاء إلى القبر" ولابد أن مريم كانت في رفقته. ويُسمح لنا في هذا الصدد أن نجد شيئاً أو أكثر بخصوصها، فكوننا لا نرى مريم بعد ذلك بقية الإصحاح يجعلنا نستنتج بأن تدريباتها قد وصلت إلى غايتها عند قدمي يسوع، وهذا معناه أنها لابد أنها نالت تعزيتها من خلال دموعه، ثم أنها في رفقته إلى القبر لابد أنها اختبرت مؤازرة حضوره. والآن إذ كان كل شيء في يديه – أي كل ما ارتبط بأمر لعازر – نقول بالتأكيد أنه أمكنها أن تستريح في محبته بدون خوف أو ألم، وعرفت الآن أنه سيفعل أفضل شيء ممكن على الرغم من أن إيمانها لم يصل بعد، كما أظن، إلى إقامته من الموت. ولذلك فإن السحب التي كانت قد تجمعت على نفسها قد انقشعت – مثل الضباب أمام الشمس المشرقة، ولذلك سارت إلى القبر في رفقة سيدها الذي هو فوق قوة الموت وما وراء ذلك وبنفس هادئة مع تلك الرفقة الحزينة وفضلاً عن ذلك فإن غرض روح الله من هذه النقطة ليس مرثا أو مريم ولكن مجد اله والشهادة لمجد شخص يسوع باعتباره ابن لله.

ومرة أخرى تدخل مرثا المشهد عندما انزعج يسوع أيضاً بالروح في نفسه وجاء إلى القبر "وكان مغارة وقد وُضع عليه حجر" وقال: "ارفعوا الحجر". وللتو بدلاً من أن تأخذ مرثا موقف الرهبة والخشوع في صمت وتوقع فإنها تندفع وتقول: "يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام" إنها مرثا الفقيرة! إنها تخاطر لتصحح سيدها إذ تحكم بحسب مرأى عينيها. ولكن الرب بكل هدوء وجدية ينتهر حماقتها ويجيبها "ألم أقل لك إن آمنت ترينا مجد الله". قم رُفع الحجر وأصبح الكل مستعدً لتقبل إعلان هذا المجد. ولكن أولاً يمجد أباه في كل ما فعل، ويرفع يسوع عينيه ويقول "أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي. وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنطك أرسلتني" إنه يعطي المجد لله وفي ذات الوقت يتوق لأجل النفوس المحيطة لكي يقبلوه ذلك المرسل من الآب – وهذه هي الشهادة المؤثرة التي كانوا بصدد رؤيتها. "ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطتان بأقمتة ووجه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب".

من الواضح في هذا المشهد أن يسوع المرسل من الآب للعالم هو ابن الله. لا نقرأ شيئاً أكثر عن مريم ومرثا في هذا الفصل ولكن من الأجزاء التالية بعد ذلك أن غرض الرب من التجربة قد تحقق تماماً وأن الأختان أدركا هذا التعليم الإلهي مما اختبرتا وشاهدتا إذ صار الرب لمريم أكثر من ذي قبل إذ كانت قد أدركت جداً أمجاد شخصه الذي هو نصيب قلبه المبارك. أما ارتباك مرثا وحيرتها فقد استبعدتا بما نالته من إعلان جديد لنفسها وصارت بعد ذلك خادمة هادئة مكرسة له.



مريم تدهن قدمي يسوع بالطيب

(يوحنا 21: 1 – Cool

لقد انقضى وقت قليل منذ إقامة لعازر ونجد يسوع مرة أخرى في بيت عنيا. وكثيرون من الشهود صاروا يشهدون عن هذه المعجزة الفذة التي صنعت، ومن بين هؤلاء الشهود البعض ممن كانوا يرفضون يسوع (عدد 46) مما أحدث هياجاً في أورشليم ودعت السلطات اليهودية (رؤساء الكهنة والفريسيين) إلى مجمع للنظر في ماذا يفعلون. وجدير بالقول أنه لم تكن هناك محاولة لإنكار قيامة لعازر من الأموات فهذه حقيقة صارت معترفة بها ضمناً، فقالوا ماذا نصنع؟ فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا. والله كان يعلم من وراء كل الخطط المدروسة فأخذ قيافا كما أخذ قبلاً بلعام لكي يتنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة. "ومن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه". واعتزل يسوع مع تلاميذه بعيداً عن اليهود وعداوتهم إذ أن ساعته لم تكن قد جاءت بعد فمكث في مدينة تدعى أفرايم. ولكن الوقت كان يقترب لتقديم الفصح الحقيقي للذبح إذ كان الخروف على وشك أن يقتل، وعلينا أن نتذكر دائماً بأنه لا أحد بمقدوره أن يأخذ حياه منه ولكنه وضع نفسه بإرادته الكاملة. وقبل الفصح بستة أيام جاء إلى بيت عنيا "حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات" – وهناك في بيت سمعان الأبرص، كما يقول كل من متى ومرقس، "فصنعوا له عشاء"، وها لا يحدد يوحنا أين كان العشاء مما لاشك في أنه صمت في هذه النقطة بغرض أنه يسترع انتباهنا إلى تلك الحقيقة بأن مرثا ومريم ولعازر جميعهم كانوا حاضرين وهم يتمتعون بثمر تدريباتهم الإلهية التي اجتازوها للتعليم بالارتباط مع لعازر وفي مرضه موته وقيامته. وكم هو مبارك للنفس عندما يكون غرض تعاملات الله معها تتحقق وتصل إلى نهايتها.

وما يسجله روح الله: "وكانت مرثا تخدم" إنها كانت تخدم قبلاً ولكنه كانت مرتبكة ومضطربة في خدمتها، إذ كانت تخدم بطريقتها الخاصة بما جعلها تشعر بالضغط والثقيل، أما الآن فقلبها مستريح وتستمتع بحرية نفسها الكاملة وهو الامتياز السعيد لانتظارها أن تخدم سيدها. أما مريم فكانت إناء مختلفاً فقد شغلت لمكان الذي يناسبها وهو المكان الذي تجد نفسها مؤهلة له ويمكنها أن تملأه أيضاً لأجل مسرة الرب. "وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه". لقد اجتاز الكون وأقيم، مع أنه بقي على حالته الأولى بواسطة ذاك الذي كان وسيبقى هو القيامة والحياة وقد أجلس مع الرب للتمتع بالعشاء معه. وهكذا بنفس الطريقة نحن إذ أحيانا معاً بالمسيح وأقامنا معاً وأجلسنا معاً في السماويات في المسيح يسوع. أما لعازر هنا فهو بالحري صورة لأولئك الذين سيشرب معهم الرب في يوم قادم الخمر الجديد في ملكوت أبيه. وقبل أن نتجاوز هذه النقطة يجب ملاحظة أن العشاء صنع لأجل يسوع إذ أرادوا أن يبهجوا قلبه، كما صنع له لاوي قبلاً ضيافة كبيرة في بيته بطريقة مختلفة ن هذه إذ اجتمع حوله جمهور كبير من العشارين والخطأة – أولئك الذين دعاهم الرب للتوبة.

كل هذا مجرد مقدمة لموضوعنا الخاص وهو – مريم تدهن قدمي الرب الطيب – إن أهمية هذا الأمر وتقدير قيمة الله له نراه في هذه الحقيقة بأن متى ومرقس كليهما يسجلانها بتفاصيل تختلف حسب غرض كل منهما عن التفاصيل التي يوردها يوحنا. فإذا كانت هذه النفوس الثلاثة المكرسة للرب والتي ارتبطت به بروابط المحبة الإلهية التي لا تنفك والتي أوجدها الرب نفسه في قلوبهم في زمان رفضه فإنهم يمثلون، وهم فعلاً كذلك، البقية التي أعدها الله لتقبل ابنه المحبوب (انظر ص 1: 12 و 13)، أما مريم فبإيمانها الذي ربطها بالمسيح نفسه كالغرض الوحيد الذي استحوذ عليها فإنه تجاوز هذا المركز – مركز البقية اليهودية – لتصبح نموذجاً لكل المسيحيين عبر جميع الأزمنة. وكذلك مثل مريم المجدلية التي كانت قد ماتت عن العالم والعالم مات لها والمسيح وحده هو الذي ملأ قلبها. إن محبتها الأولى قد وجدت مثالها الكامل ولذلك قبلت من شفتي الرب مديحاً فائقاً وعجيباً.لم يكن هناك مقدمة لعملها ولكن إذ يسجل "فصنعوا له عشاء" نجد على الفور التي تلحقها "فأخذت مريم مَنَاً من طيب ناردين خالص كثير الثمن الخ..." والحقيقة أن هذه مقدمة للإصحاحات التالية لها. والنفوس لا تصل إلى هذا الارتفاع الروحي في لحظة، ولا مريم كانت هكذا، ولكن تقواها كان نتيجة جلوسها عند قدمي يسوع وسماعها لكلامه واختبارها المبارك المرتبط بموت أخيها. وفي تدريبها العميق وجدت في حزنها مشاركة الرب لها ويده القوية الممسكة بها لتسندها بل وتجتذبها ناحيته. لقد وصلت إليه (ونحن نتكلم هنا عن معنى حالتها) وعبرت عن الجانب الآخر من موته. إذ عرفته كالقيامة والحياة ومجده في تلك الدائرة أي مجد شخصه كابن الله الذي فاض في نفسها. وبمعنى آخر صار المسيح كل شيء لها وفضلاً عن ذلك فقد جلبت السرور إلى قلب المسيح.

وبهذه الطريقة فقد يمكننا أن نقدر العمل الذي سنتأمل فيه الآن، وشيئاً واحداً فبي البداية نريد أن نضيفه، وهو ليس العمل فحسب ولكن أيضاً الشعور الذي قاد إلى العمل والذي يتضمن التعليم المبارك. وكما قال واحد بحق "إنه الحس المفعم بالعواطف والذي شعر بأن الموت يلقي بظله على ذاك الذي كان هو الحياة – وكما شعر يسوع كذلك – وهي الحالة الوحيدة التي وجد فيها يسوع المشاركة على الأرض". هنا نجد سر دهن مريم لقدمي يسوع. إنه قلب مفعم بالمحبة الذي اخترق وتطابق مع هذا المركز، بل ومع مشاعر يسوع والتي وجدت امتلاكها الثمين في هذا الغرض. وبالتأكيد فإنها المحبة فقط التي عرفت المحبة، وهي المحبة فقط التي يمكنها أن تخترق أسرار القلب ذاك المحب. وقد دعينا لكي ننتبه إلى الحقيقة بأن الطيب الناردين كان كثير الثمن. وهذا يعلمنا بالتأكيد أن تقدير المحبة لا يجد شيئاً غالياً لذاك الذي امتلك قلب مريم. ولقد عبرت أيضاً كما يبدو لنا بأمرين في هذا العمل أولاً إحساسها باستحقاق المسيح وثانياً تعبدها. هذان الأمران مرتبطان معاً في (رؤيا 5)، ونجدهما دائماً في القلوب التي تتمتع بمحبة المسيح.

كانت مريم على الأرض والمسيح كان سيقدم كخروف الفصح الحقيقي ولكن قلب مريم كانت تجيش فيه عواطف متحركة فليس من مكان على الأرض أو في السماء سيعلو على من جلس على المائدة مع خاصته في المساء في بيت عنيا. ولهذا كانت مريم التي عبرت عن هذا الشعور إذ دهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها. وإذا فعلت ذلك كانت بكل نفسها تنحي له عرفاناً وتعبداً. ترى هل كان الحق كله المختص بمجد شخصه قد تسرب إليها؟ لا نعرف هذا على وجه اليقين، ولكنه غمر العواطف إذ انقادت إلى موته القريب وبها اتسع إدراكها لذاك الذي يجلس على المائدة أمام عينيها. كانت فعلاً ساجدة حقيقية، وقلبها فائض لتسكب إجلال تعبدها بما يتفق مع هذه الفرصة، إذ يجب أن نؤمن بأنها كانت منقادة يروح الله. وإذ كانت مغمورة بمنظر نعمته وجماله فقد ابتلع قلبها في التكريس له وفي الشركة مع أفكاره تجاه رفضه وموته. لقد وجدت مخرجاً لعواطفها التي ملأت قلبها في كسر قارورة الطيب الكثيرة الثمن (مرقس 14) وسكبت على رأسه كما يقول مرقس وعند قدميه كما سجل يوحنا. وبهذا العمل أعلنت أن المسيح هو كل شيء لها وأنه هو المستحق لأغلى وأثمن شي يمكن لقلب مفدي أن يقدمه.

وتأتي هذه الاعتبارات كإعداد لهذه الجملة "فامتلأ البيت من رائحة الطيب". لقد حدث هذا فعلاً ولكن يمكن وراء هذه الحقيقة التعليم بأنه ليس من طيب لقلب الله ولقلوب القديسين هندما نكون الشركة معه مثلما نُغمر في التكريس للمسيح. فعطره ينشر خارجاً مثل نور الصباح الباكر حتى يصل إلى جميع من في البيت حيث مسكن الله في الروح. ومن ذا الذي بحق لا يشعر بذلك العطر – ولو بقدر ضئيل – عندما يجتمع القديسون حول الرب؟ وقد يخرج التسبيح من نفس هائمة بالرب فيصبح وكأنه بخور تشكرات صاعدة إلى الآب، فيملأ في ذات الوقت كل قلب في هذا الاجتماع بها العطر المبارك. ولذلك تصدق هذه الحقيقة دائماً وفي كل عصر فطالما وجدت "مريم" التي تدهن قدمي الرب بطيب خالص كثير الثمن فإن البيت يمتلئ من رائحة الطيب.

إن خميرة صغيرة تخمر العجين كله، وهذا ما يخبرنا به يوحنا عن يهوذا الذي وجد خطأ في ما عملته مريم. قال مرقس أنهم "قوم" ومتى قال أنهم تلاميذ الرب الذين اغتاظوا قائلين "لماذا هذا الإتلاف؟" ويتغلغل يوحنا إلى أصل الداء وهو قلب يهوذا الطماع والمحب للمال مع أن قوله الذي أثر على بقية التلاميذ يحمل فقي ظاهره عطفاً واهتماماً بالفقراء. ويا لها من مضادة! فرائحة الطيب الذي سكبته مريم ملأ البيت ومن الجانب الآخر فكر يهوذا الشرير اكتسح في تأثيره قلوب كل التلاميذ. من جهة نرى التشجيع ومن جهة أخرى نرى اللوم.وعلى كل حال فإن خبث يهوذا استحضر لنا تقدير الرب لما فعلته مريم. أما يهوذا فلكي ما يصل إلى غاياته مع أنه قد فشل لبس قناع محبة الناس مدعياً بأن تكون مشغولية القلب الأولى لتلاميذ الرب في الاهتمام بالفقراء. هذا ببساطة هو الرياء كما يخبرنا يوحنا "قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقاً. وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه". قيا له من تحذير خطير! إن ميل الشر يظهر حتى يسود علينا تماماً ويقود إلى ارتكاب أعظم الخطايا كما في حالة يهوذا. إن الطمع أو محبة المال التي هي أصل كل الشرور قادت يهوذا في الانحدار من خطوة إلى خطوة حتى أعمت نفسه وانتهى بها إلى تلك الخطية الرهيبة عندما أسلم سيده بثلاثين من الفضة، وسقط بتعديه ليذهب إلى مكانه.

رأينا في عدد 6 نزع الغطاء عن قلب يهوذا لكي نرى الأعمال الداخلية الشريرة. وفي العدد التالي يجيب الرب على سؤال يهوذا كما في عدد 5 "اتركوها إنها ليوم تكفيني قد حفظته لأن الفقراء معكم في كل حين وأما أنا فلست معكم في كل حين". ولذلك فإن الرب يتدخل بلطفه لحمايتها من التعبير معلناً لكل من له أذن للسمع أنها متعلمة ولديها معرفة من الله لسر موته وهي إذ تشاركه في أفكاره من جهة هذا الأمر فإنها توحد نفسها بهذا الموت. ولذلك وجدتها لحظة ممتازة فأمسكت بهذه الفرصة لأنها لن تكرر دهن جده المقدس للتكفين.لسنا نعلم إن كانت قد أدركت كل هذه المعاني ولكن الرب ينسب هذه المعاني للعمل الذي قامته به. فهي لن تجد الرب على هذه الصورة دائماً. ولذلك بشغف شديد أرادت أن تسكب وتقدم عواطفها العميقة عند قدميه وهو جالس على المائدة قبيل ستة أيام من الفصح. ثم يضيف الرب شيئاً آخر يسجله متى ومرقس "الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها". ونتعلم من هذا كم كان مستحباً لقلب الرب ما فعلته مريم وأي مجازاة تفوق الوصف يمنحها لها. فطالما بقي الإنجيل فإن عمل مريم يظل محتفي به ومدخراً في قلوب شعب الله. وبهذا المعنى أيضاً يبقى بيت الله متعطراً برائحة الطيب.

ثم يتوقف بعد ذلك أي ذكر لمريم. ويلفت انتباهنا هذه الحقيقة وغالباً ما نلاحظها، فهي لم تظهر عند القبر مثل مريم المجدلية وبقية النسوة. وإذا كان التفسير صحيحاً ونحن لا نشك في ذلك أنها كما قادها الروح لتكون في شيء من الشركة بموته فقد تعلمت أيضاً عدم جدوى أن تطلب الحي من بين الأموات. إذ أشرق في نفسها رجاء في ربها المحبوب من خلال موته. رجاء ما وراء الموت إذ يفصلها من الأرض ويربط قلبها به في هذا المشهد الجديد والمكان الذي سيدخله.

فلنتذكر أنه كان من امتيازها أن تجلس عند قدميه تسمع كلامه وأن تقبل مشاركته لها ومؤازرته وعونه لها في حادثة لعازر، إنها رأت مجد الله في إقامته لعازر كما رأت يسوع في مجده كابن الله. ولذلك كان من الصعب عليها أن تظن أنه يبقى ممسوكاً بالموت أو أ، قدوس الله يرى فساداً ولذلك لم تكذب إيمانها بزيارة القبر.

إنه بالتأكيد شيء حسن أن نتأمل في هذه الصفة الجميلة – تلك الصفة التي شكلها التعليم الإلهي والقوة لإنعاش قلب المسيح في مشهد رفضه وأيضاً لتشجيعنا في ارتياد ذات الطريق من العواطف المعمورة والتكريس الكامل. ونحن لا نرى نموذجاً أكثر جمالاً لتلك الروحانية المرتفعة في كل الكتاب أكثر من مريم التي من بيت عنيا أخت مرثا ولعازر.

*******************************


مريم أخت لعازر ومرثا

شهد عنها المسيح أنها اختارت النصيب الصالح الذى لن ينزع منها إلى الأبد (لوقا 10 41 - 42).

*****************************


مريم أم مرقس أخت برنابا

تزوجت ارسطويولس من القيروان، وكان بيتها أول كنيسه فى اورشليم.

(أعمال الرسل 12: 12) ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ

***************************************


مريم من رومية

إمرأة مسيحية ذكرها القديس بولس الرسول (رومية 6: 16).

***********************************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماف كامل عن شخصيات باسم مريم من الكتاب المقدس ج2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملف كامل عن شخصيات باسم مريم بالكتاب المقدس ج1
» ما هي الطرق الممتعة لدراسة الكتاب المقدس
» عبادة مريم
» أعياد مريم العذراء
» فضائل السيدة العدراء مريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس السادس لخدمة القرى بأخميم وسوهاج  :: منتدي الكتاب المقدس :: شخصيات الكتاب المقدس-
انتقل الى:  
* جميع المشاركات والمواضيع في منتدي البابا كيرلس
لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها ،
 والمنتدي ساحة لعرض الاخبار من مختلف المصادر الاخبارية لهذا لا يتحمل المنتدي اي مسائلة قانونية
وانما وحده مصدر الخبر  *